سياحة وسفر

الجيش المصري القديم حامي الوطن ورمز الفخر 2024

على مر العصور، كان الجيش المصري رمزًا للفخر والشجاعة، يحمل على عاتقه مسؤولية حماية الوطن والدفاع عن أراضيه. منذ فجر الحضارة، أثبت الجيش المصري أنه القوة الصلبة التي تصون كرامة مصر وتحمي حدودها، مسطرًا تاريخًا حافلاً بالانتصارات والمجد، مما جعله مصدرًا دائمًا للفخر لكل مصري. ففي ذكرى العبور المجيد، نتذكر بفخر أن جذور العسكرية المنظمة تمتد إلى أعماق التاريخ المصري القديم. فمنذ فجر الحضارة المصرية القديمة، أدرك المصريون أهمية الحماية والتوسع، فأنشئوا أول جيش نظامي في العالم، كما أكده دكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد. وكان الجيش المصري القديم أكثر من مجرد قوة عسكرية، فهو مؤسسة اجتماعية واقتصادية أسهمت في بناء الدولة وحماية حدودها، حيث تميز هذا الجيش بتنظيم دقيق وتسليح متطور نسبياً لعصره، حيث استخدم المصريون القدماء مجموعة متنوعة من الأسلحة مثل الرماح والسهام والأقواس والدروع.

* الجيش المصري القديم أول جيش نظامي في التاريخ : يتضمن نمط الإدارة المصرية في العصر الفرعوني عدة مراحل هامة وهي : مرحلة ما قبل تكوين الدولة المصرية، وفى مرحلة بداية الزراعة والاستقرار ثم نمط الإدارة المصرية في مرحلة تكوين الأسرة المصرية الأولى، وأخيراً نمط الإدارة في مرحلة استقرار الدولة والحكم الفرعوني. 1- نمط الإدارة في مرحلة ما قبل تكوين الدولة المصرية: كانت الإدارة في تلك المرحلة تتم على التخطيط لعمليات الدفاع عن الجماعة وعمليات الصيد والجمع، حيث أن مركزية اتخاذ القرار كانت في يد قائد الجماعة باعتباره مسئولا عن أفراد جماعته ولكونه أكبر الأعضاء سناً. 2- نمط الإدارة في مرحلة بداية الزراعة والاستقرار في عصور ما قبل وبداية الأسرات: مع الزراعة والاستقرار بدأ الأمر يختلف، فإلى هؤلاء الرؤساء آلت، بجانب الحماية والدفاع الخارجي، وظائف الإدارة الجديدة الداخلية من إزالة مستنقعات واستصلاح أرض وإقامة قرى وحمايتها من الفيضان وضبط وتوزيع المياه وإعادة توزيع الأرض دورياً على القرى المختلفة.

مع تقدم الإنتاج وتكاثر الثروة، ظهر فائض عمل محسوس لأول مرة فبدأ التمايز الطبقي وأخذت تلك القيادات تتحول إلى نوع من الأرستقراطية التي تستولي على فائض العمل وتتمتع بامتيازات كبيرة. 4- نمط الإدارة المصرية في مرحلة استقرار الدولة: وكان المسيطر علي هذه الطبقة الفرعون ومن حوله من كبار الموظفين ورجال الدين والجيش وكبار الملاك وأتباع هؤلاء جميعا، وكان لهم وظائف أهما : مهام ضبط وتوزيع المياه- تنفيذ المشروعات العامة – إعادة توزيع الأرض دوريا- تنظيم التجارة الخارجية- جباية الضرائب- الدفاع عن الدولة والتنجيد- عمليات استخراج المعادن- شئون البريد والمواصلات على مستوى الدولة. وخلال العصور المختلفة للمملكة القديمة والوسطى والحديثة، شهد الجيش المصري تطورات كبيرة، ففي عهد الدولة الحديثة، وصل الجيش المصري إلى أوج قوته وتوسع نفوذه إلى بلاد الشام وصولاً إلى منابع النيل. وقد اشتهر الجنود المصريون بشجاعتهم وقدرتهم على القتال في مختلف الظروف الجغرافية. بعد سقوط الدولة الفرعونية على يد اليونانيين، مرت مصر بفترة من الفتوحات والاحتلالات، مما أثر على طبيعة الجيش المصري، ومع ذلك، استمر المصريون في الحفاظ على روح المقاومة والتضحية، وظهرت العديد من الثورات ضد الغزاة. في العصر الحديث، لعب الجيش المصري دورًا محوريًا في صناعة تاريخ مصر. فقد شارك في العديد من الحروب والمعارك، وحقق انتصارات تاريخية مثل حرب الاستقلال وحرب أكتوبر المجيدة. واليوم، يعتبر الجيش المصري أحد أقوى جيوش المنطقة، ويمثل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في مصر. وهو يواصل تطوير قدراته العسكرية والتكنولوجية لمواجهة التحديات المعاصرة، مع الحفاظ على تقاليده العريقة، فتاريخ الجيش المصري هو قصة كفاح وتضحية، وسجل حافل بالإنجازات. وهو مصدر فخر واعتزاز لكل مصري، ويذكرنا بأهمية الوحدة والتكاتف في سبيل حماية الوطن. اقرأ أيضا | حكاية أثر| «قلادة كاروماما».. كنز فرعوني من عصور ما قبل الميلاد العسكرية المصرية تحظى بشرف كبير وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الأمن : ففي الفترات الأولى من التاريخ المصري القديم، كان الجيش يتكون بشكل رئيسي من المشاة المسلحين بالرماح والدروع والرماية. ومع مرور الوقت، تطورت تكتيكات الحرب وتم تجهيز الجيش بأسلحة متقدمة مثل القوس والسهم والرمح. كما استُخدمت المراكب الحربية على نهر النيل لأغراض الدفاع والهجوم. حيث كانت العسكرية في مصر القديمة تتمتع بتنظيم قوي تحت إشراف الفرعون والقادة العسكريين. كان وهناك تقسيم للجيش إلى وحدات صغيرة مثل الفصائل والكتائب، وتم تعيين ضباط للقيادة والتنظيم. وكان الجيش يخضع لتدريب مستمر وكانت هناك مدارس عسكرية لتعليم الجنود وتأهيلهم. * العسكرية المصرية في المصادر والنصوص التاريخية : تمتلك المصادر التاريخية معلومات مهمة عن العسكرية في مصر الفرعونية، مثل النصوص الدينية والتماثيل والرسوم الجدارية التي تصور المصريين القدماء خلال العمليات العسكرية والمعارك. كما توجد سجلات الملوك والتماثيل التي تمثل القادة العسكريين وتوثق إنجازاتهم العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك معابد مخصصة للآلهة الحربية في مصر الفرعونية، مثل معبد الإله حورس في إدفو ومعبد الإلهة سخمت في دندرة. كانت تلك المعابد مكرسة للصلاة والتضحية من أجل النصر في المعارك وحماية الجيش المصري. وبشكل عام، يمكننا القول إن العسكرية في مصر الفرعونية كانت تُعَظم وتحظي بشرف كبير وتمتعت بتنظيم قوي. كانت تعتبر مؤسسة هامة في المجتمع المصري القديم وكان لها دور حاسم في الحفاظ على استقرار الدولة وتوسيع نفوذها. * شرف ووطنية المصريين القدماء ضد المستعمرين. لقد أظهرت رغبة المصريين القدماء في الدفاع عن وطنهم وثقافتهم واستعادة استقلالهم حبهم للوطن وشرفهم الوطني، وكانوا متمسكين بتقاليدهم ومعتزين بتاريخهم العريق، وكانوا على استعداد للقتال والتضحية من أجل تحقيق هذه الأهداف. فلم يكن الشعب المصري القديم مستعدًا للخضوع للاحتلال الأجنبي وفقدان استقلاليتهم، فتعبّر المصادر التاريخية عن رغبة المصريين القدماء في استعادة حريتهم وتحقيق الاستقلال. حيث قامت حركات المقاومة المصرية بتنظيم ثورات ومعارك ضد المستعمرين، وسعت لطردهم واستعادة السيطرة على البلاد. * الجيش المصري مصدر فخر للمصريين: * الجيش المصري: درع الأمة وصانع الأمجاد عبر التاريخ الجيش المصري هو الحارس الأمين لمصر وشعبها، والمدافع الشجاع عن أراضيها ومقدساتها. تاريخيًا، سجل الجيش المصري العديد من الانتصارات التي جعلت مصر فخر العرب والعالم. بفضل جنوده الذين يتمتعون بالشجاعة والتضحية، يمثل الجيش رمزًا للوحدة الوطنية والتماسك، ويظل دعامة أساسية للتنمية في مصر من خلال إسهاماته في البنية التحتية والخدمات المجتمعية. الجيش المصري لم يكن مجرد قوة دفاعية، بل كان صانعًا للمجد ودرعًا حاميًا لمصر عبر العصور. ففي العصور الفرعونية، قاد الملك رمسيس الثاني العديد من المعارك مثل معركة قادش ضد الحيثيين، وخلد تاريخه بقتل الزعماء الليبيين الذين حاولوا غزو مصر. كما قاد الملك أحمس الأول الجيش المصري لطرد الهكسوس، مؤكداً قوة وإرادة الجيش المصري في الدفاع عن أراضيه. لم يكن الجيش المصري في العصور القديمة مجرد قوة عسكرية، بل كان له دور حاسم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث شارك في بناء المشاريع الوطنية وتنظيم إدارة البلاد. ومازالت الآثار المصرية، مثل كتيبة المشاة المحفوظة في المتحف المصري والنماذج الخشبية للسفن الحربية من أسطول رمسيس الثالث، تشهد على مدى قوة وتنظيم الجيش المصري في تلك الفترات. في العصر الحديث، حقق الجيش المصري انتصارات عظيمة، أبرزها نصر أكتوبر 1973 الذي أعاد لمصر كرامتها وسيادتها. وإلى اليوم، يواصل الجيش المصري دوره الحيوي في حماية الأمن القومي والمساهمة في التنمية الشاملة، حيث لا تزال الجهود مستمرة لبناء مصر الحديثة، مستعينًا بروح الفخر والتضحية التي يمتاز بها جنوده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى